حكايه توته (اول يوم)
لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكايه
كانت الام تمر كالعاده امام منزلنا لكن هذه المره توقفت وانتظرتني امام البوابه وانا طبعا كنت في الجبل بمشي الكلاب رجعت لقيتها مستنياني قالتلي بنتي ايدها محروقه ممكن تيجي تبصي عليها سالتها قاعدين فين ؟ شرحت لي المكان دخلت الكلاب و اكلتهم واخدت عربيتي ورحت اشوف البنت، لقيت البنت ايدها متورمه وكأنها مكسوره وده اللي قلته للأم بنت ايدها مش محروقه ، والدقيقه التي تتبع تعليقي ده كانت لحظه صادمه في يومي العزيز، قامت الأم بكشف صدر ، ظهر وذراع الطفله وده كان من أسوء المشاهد اللي مرت عليه حيه في حياتي
البنت حرقها لونه رمادي وريحته نتنه ، الأم قالتلي الحرق حصل أول امبارح لأكتشف لاحقا انه كان من أسبوع، الطفله عاشت مع جزء كبير من جسمها محروق لمده أسبوع ، درجه حرارتها كانت مرتفعه وده مفهوم طبعا ، المهم الأم قالت انها مش هتقدر تروح المستشفى وبناءا عليه لقيت نفسي باخد البنت وطلعت بيها على المستشفى وطبعا كان عندي شرح كتير لازم اقوم بيه
مدير المستشفى والمساعد كانوا ناس في قمه الذوق والانسانيه ودخلوا توته من غير محضر ولا ولي أمر، وبدأنا رحله التعافي وكانت رحله صعبه أوي أوي ، توته حرقها كان درجه ثالثه، ليس لها مأوى ، عايشه هي ومامتها وأختها في الشارع ، ظروف قمه في القسوه على طفلتين واحده ٨ سنوات والثانيه ٤ سنوات ضيف الى ذلك حرق كبير جدا من الدرجه الثالثه
أول يوم الدكتور نضف الجرح والبنت صاحيه وفايقه وحاسه بكل حاجه ، طبعا هتقولوا ليه ما خدرهاش ، الاجابه انه انا مش ولي أمر ومقدرش أمضي علي الورق والام مش هتقدر تمضي علشان مافيش اثبات شخصيه والطفلتين معندهومش شهاده ميلاد ، عائله كامله غير مسجله علي قوائم الدوله
بدأالدكتور بازاله الطبقه الميته المتعفنه وديه كانت تجربه مخيفه للطفله المسكينه جسمها كان بيترعش من الألم وانا اقف عاجزه عن مساعدتها او تخفيف معاناتها التي استمرت لمده ٤٠ دقيقه حسيت انهم عمر كامل، خلصنا وتوته شعرت بشئ من الراحه بعد تنضيف الجرح
ده كان أول يوم وده كان ٦ فبراير ٢٠٢٥ ، رجعت الطفله لمقلب الزباله اللي عايشين فيه وقلت لأمها اني هعدي يوم بعد يوم علشان نروح المستشفى نغير على الجرح
طبعا حكايه توته استمرت شهرين ونص تقريبا ، أنا هحكيلكم كل يوم شويه من الرحله ديه ، تفاصيل وأحداث كتير أوي خليتني أشوف حاجات كتير حلوه وحاجات كتير مؤلمه وخلتني أفقد الثقه في منظومه حمايه الطفل في مدينه الغردقه، بكره نكمل حكايه توته
Comments
Post a Comment