كائنات تشبهنا

 

في عالم موازي عايش معانا كائنات تشبهنا في الشكل لكن مش في المضمون، انا مش بسخر او بتنمر لا سمح الله لكن بعكس الحقيقه من وجهه نظري المتواضعه.

اسيقظت في تمام الساعه السادسه صباحا، اطعمت الاطفال وعملت كوب القهوه المتين واخدت عربيتي وتوجهت الي سفاجا على انغام وصوت فيروز، رحت سفاجا علشان اتقصى الحقائق حول الكلاب اللي اكلت نص اطفال المدينه (ضحكه ساخره) المهم علشان ما اطولش عليكم بدأت رحله البحث عن كلب بلدي، غريبه اوي يا أخي الكلاب تقريبا زي ما قال اخونا الصحفي عارفين وفاهمين كل حاجه واستخبوا علشان أنا جايه.

يا محاسن الصدف، اعترضت طريق سيده تمشي في الطرقات وسألتها هل تستطيعين وصف سلوك الكلاب في المدينه، فأجابت انهم مسالمون

سألت ألا يأكلون الاطفال فأجابت الاطفال هما اللي بياكلوهم

طلعت دكتوره بيطريه وقالتلي انا بشوف الاطفال بتعمل ايه في الكلاب وانا واقفه في البلكونه وطبيعي الكلاب تعضهم.

اه يعني يا دكتوره الكلاب ديه مش متوحشه

لاء خالص الكلاب جبانه والعيال مش بيسيبوهم في حالهم علشان كده بيجروا وراهم.

شكرتها وكملت، توقفت عند مكتب ايجار عربيات قلتله ايه موضوع الكلاب ده، اه والله حضرتك الكلاب مبهدلانا، انا فعلا؟ ايوه العيال بعد المغرب محبوسين في البيت بسبب الكلاب، طيب حضرتك هو الاطفال نازلين بعد المغرب يعملوا ايه في الشارع؟ اجاب نازلين يلعبوا.

وانا في سري هو من امتى الشوارع قلبت ملاعب، يعني انا ليه مطلوب مني اعيش مع دوشه عيال سيادتك؟

وطبعا سالت هل الاطفال بيضايقوا الكلاب، اجاب العادي بتاع الاطفال يعني ما هما عيال، انا في سري عيال يا اخي ... خليها في سري احسن

ونتحرك واسوق بين الشوارع ويا مؤمن ما حدش حاطط نقطه ميه للحيوانات، ده احنا لو اسرائليين هنحط شويه ميه في الحر ده، ومش لاقيه كلاب برضه مش عارفه اكلوهم ولا ايه، المهم لقيت اخيرا علبه فيها ميه مربوطه في عمود النور، خبطت على البيت الصراحه، ما صدقت لقيت حد حنون في هذه المدينه.

طلعوا اتنين ستات جيران الاتنين قالوا احنا بنحط ميه للكلاب والطير علشان الدنيا حر، سالتهم الكلاب شرسه قالوا بيجروا ورا العيال، سألتهم ليه قالولي العيال بتخاف وفيه عيال بتضرب الكلاب، واوقات العيال تروح للجراوي فا الام تعضهم.

الناس عارفه كل حاجه بس محدش عايز يبذل مجهود في انه يربي ويفهم، محدش عنده استعداد يشتغل على نفسه ويعالج المشكلات وصدمات وعقد الطفوله، لاء الاسهل انه يورث الشيله الزباله لاطفاله وبعدين يقولك ايه انا خايف على عيالي، خاف على عيالك من نفسك يا بيه، انت .... حاجه حصلت في حياه عيالك.

دلوقتي نكمل الجوله وصلت عند الجزار وفي لحظه الوصول كان هذا الرجل العجوز ينحني ليلتقط طوبه يرمي بيها الكلاب الجعانه، اللعنه محدش سايبهم في حالهم، انا لو كلب كنت هسأل ربنا هما بيعملوا معايه كده ليه أو كنت هروح انط من فوق الجبل وفي أقل من عشر دقائق يمر ذلك الطفل/المراهق وإذا به يلتقط طوبه وهوب يرميها على كلب نايم في أمان الله طبعا مش عايزه احكيلكم اتاخد غسيل ومكوه.

عوده للجزار اللي قالي انتي مش شايفه اللي بيحصل في غزه وطبعا انتوا فاهمين انا قلت ايه ساعتها.

أنا توصلت لقرار مريح جدا انه انا مش هقدر اخلي الناس عندها ضمير ولا هقدر اخلي الوعي بتاعهم يرتقي لدرجه أعلى، الوضع مؤسف وكل ما أستطيع فعله هو ان انا اشتغل مع الاطفال في المدرسه واوعيهم، غير كده احنا نازلين في البلاعه.

فوقي يا هانم فوق يا بيه

شويه ضمير علشان ربنا يقتحها عليكم.

والسلام ختام وبكره نلتقي.