حكايه توته ٢
ده احنا قصه حبنا ليها اكتر من بدايه
جاء موعد الغيار الثاني على الجرح وطبعا أنا رجل ورا ورجل قدام، مش عايزه أروح وشايله هم الصويت و العياط وبالنسبة ليه كانت الروائح المتعدده التي تفوح من توته هي أسوء ما في الأمر، رائحه القمامه التي تعيش فيها هذه الطفله البائسه مع رائحه الحرق و الدم والصديد كان بالنسبه لي مؤلم ومزعج بس ما باليد حيله البنت ما لهاش حد غيري دلوقتي وربنا سخرني لمساعدتها يمكن علشان هو عارف اني مش بسيب حاجه غير لما أخلصها
رحنا المستشفى وانتظرنا اكتر من ساعه وجاء وقت المعاناه وطبعا علشان المسافه بين الغيارات يوم واحد بس البنت كانت بتبقى في حاله نفسيه غير مستقره، كانت عندها تبول لا ارادي من الألم و الخوف ، وطبعا كل ممرض او ممرضه لازم يسألني السؤال المعتاد، هي ديه بنتك؟ لا يا سيدي مش بنتي ولو بنتي انا مش هسيبها توصل للحاله ديه ، طيب هو انتي جمعيه ؟ لا يا سيدي انا مش جمعيه انا بس هنا بساعد الطفله، ويكون الرد: ربنا يجعله في ميزان حسناتك مع بعض من نظرات التعجب ورفض فكره اني بساعد لمجرد المساعده
بدأنا التنضيف وكان صعب جدا جدا ، والدكتور قال انها غالبا هتحتاج عمليه ترقيع جلد و خصوصا لمنطقه تحت الابط حيث ان الذراع كان ملتصق بمنطقه الصدر، بس الدكتور قال هنشوف الوضع ايه بعد كام غيار ، طبعا أنا خوفي وقلقي زاد حيث ان الام مش معاها بطاقه والطفله غالبا هتحتاج عمليه
بس زي ما بيقولوا كل حاجه في وقتها ، طبعا صراخ توته ووجعها كان مؤلم جدا بالنسبه ليه بس كان لازم اهديها واشجعها انها تتحمل الالم بالرغم من عدم ايماني بالفكره اصلا و شايفه انه الطبيب لو عنده الادوات اللي يقدر يخفف بيها الالم عن المريض فواجبه الاخلاقي ان يقوم بالشئ الرحيم ، بس ده رأيي و الواقع انه جزء كبير من الناس بيتجنب المخاطره حتى وان كان ذلك سيعرض حياه شخص للخطر
أختي كتبت عن توته على صفحتها واصدقائها الجمال اوي بدأو يبعتوا مساعدات لتوته، كمان الدكتور بتاع قططي وكلابي ساعد توته كتير ، ساعتها حسيت بالمعنى الحقيقي للتكافل، احساس لطيف جدا انك مش لوحدك وانه في ناس مونساك في رحلتك اللي فيها شئ من الشعور بالغربه
طبعا نرجع لورا شويه علشان أقولكم ان أم توته واحده من ضحايا الشابو اللي ملأ أرجاء المحروسه ليضيف إلى معاناتنا الكثير وفي بادئ الأمر انا طبعا أصدرت أحكامي انها لا تصلح تكون أم وخلافه ولكن مع الوقت والحاجات الكتير اللي شفتها من خلال التجربه ديه رجعت تاني لنفسي اللي عمرها ما حكمت على حد علشان ربنا عالم بم يمر به البشر على هذا الكوكب
المهم خلصنا الغيار على الجرح وذهبنا إلى المكان الذي تقيم فيه توته ، وتستمر معاناه الغيار على الجرح وياخد الجراح أجازه وييجي جراح غيره وطبعا انتوا فاهمين يبدأ الإستجواب من البدايه وأسرد أحداث القصه مره أخرى ، طبعا مش عايزه انسى احكيلكم عن كل واحد قرر يحكم على الأم بصوت عالي أمام طفلتها ، وطبعا ظل السؤال هو انتوا معندكمش إحساس ولا مش فاهمين ولا ايه القصه بالظبط وانتوا بتقطعوا في الأم والطفله بتبكي حزنا عل أمها، أطباء اللي أنا بتكلم عنهم دلوقتي
توته بعد عدد من الغيارات الجرح بدأ تفوح منه روائح مزعجه جدا وده طبعا لأنه البنت مش قادره تتحمل فكره تنضيف الجرح وهي صاحيه وواعيه، الجراح الحالي خلقه ضيق ما شربش قهوه الصبح ومش عايز يسمع صويت وآخر غيار ده الممرضه تعدت حدودها مع توته بس هكملكم بعدين ايه اللي حصل وانا اتصرفت ازاي وعملنا ايه بعد ما مشينا من المستشفى دي
Comments
Post a Comment